قراءات ومراجعات (١)
القراءة ترياقٌ مهم في وقتنا الحالي، زمن وسائل التواصل الاجتماعي، وتشتيت الأخبار المتسارعة، والمعلومات المعلبة.
لدي شيء من وقت الفراغ استقطعته لقراءة الكتب التالية، وهذه نبذة عنها وانطباعاتي حتى الآن.
1. الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، جون غراي
استفتح المؤلف بسرد قصة من حياته بعد ولادة زوجته وقدوم مولودهم الثالث، وكون هذا المنعطف غيّر مسار حياتهم الزوجية، وألهمه لكتابة المؤلَف خلال السنين السبع التالية.
تجربة رائعة، وفصول حازت على إعجابي جداً، مثل الفصل ١، ٤، ٨. ابتكار المؤلف لمثال الكوكَبين واستخدامه للأوصاف خلال جميع الفصول إبداعي. لا يقتصر الأمر على التوصيف الأدبي بل عامة النصائح والأسس التي قدمها تستحق التأمل والتطبيق (مثل: الإنصات بلا شروط ونقد، إعطاء المساحة الخاصة، تحفيز كلا الطرفين بطريقته الخاصة، وأخيراً استكشاف وتحقيق الاحتياجات العاطفية المختلفة).
خلافاً للنقد الذي ناله الكتاب من بعض القرَّاء - بعض النَّقد للأسف موجَه وغريب-، لا أجد الكتاب إلا مرجعاً قيماً يقدم أساساً جوهرياً هو الاختلاف الطبيعي لتركيبة ونفسية وعقلية كلٍ من المرأة والرجل، وأنًَ ذلك يقود لاختلافات جوهرية في السلوك والتوقعات، وكيف يفهم كلُ طرفٍ ذلك، ويتصرف بناءً عليه.
بعد أربع سنين ونصف في عالم الزوجية، استفدت جداً من الكتاب 😇
2. لماذا ننام (اكتشف طاقة النوم والأحلام)، د. ماثيو ووكر
غاية في الأهمية، والمؤلف مبدع في كل أقسام الكتاب، المادة العلمية مبهرة، وبالنسبة لي مجليّة (eye opener). وأيضاً الكتابة رائعة ومتسلسلة.
أنصح به بقوة من بين هذه القائمة، لعموم القراء بمختلف الاهتمامات. حقيقةً الموضوع يمس كل إنسان!
3. الجريمة والعقاب، دوستويفسكي
الرواية الخالدة، ومن البداية يدخل القارىء عالم دوستويفسكي البديع ويعيش مع شخصياته ودواخلهم وأطوار حياتهم وأحداثها.
كنت قد قرأت سابقاً جزئين من الإخوة كارامازوف وعندي تتفوق الجريمة والعقاب بالسلاسة والدخول مباشرة في صلب السرد والأحداث.
أسرني وصف دانييل جرانين دوستوفيسكي بـالموهبة الشافية! ..
ما أجمل أن يعالج الروائي اعتلالات النفوس ويقلّم من نقائصها، وما أحوجنا للمواهب الشافية في حياتنا.
4. تفسير سورة الكهف، محمد صالح العثيمين
تفسير وتبيان لمعاني آيات سورة الكهف. يركز على الجوانب الإيمانية ودلالات القصص بدون الخوض في التفسير المنهجي المعتاد بعرض الأقوال والخلافات وما شابه.
الميزة المشتركة في هذه المجموعة، جودتها جميعاً في رأيي الشخصي وعلو شأنها إنْ أدبياً أو علمياً، واجتماعياً.